صحيفة دعوى عقوق

قدست الأديان الوالدين وأجلت قدرهما لا سيما ديننا الحنيف، حيث تضمن الكتاب وكذلك السنة النبوية الشريفة الكثير من الأدلة التي تدعو إلى إرضائهم ومعاملتهما أفضل معاملة. وإن الإخلال بذلك يعد عقوقاً من قبل الأبناء، وتعد جريمة في قانون السعودي يتم فرض عقوبات بحق من قدم أحد والديه صحيفة دعوى عقوق ضده.

ورغم غرابتها إلا أن الآباء يمكن أن يقدموا على رفع دعوى عقوق ضد أحد الابناء أو أكثر عند وقوع ضرر شديد. وإلحاقه الأذى بهما دون استطاعتهما على الرد عليه أو إيقافه، وعليه يتم معاقبته بأمر من المحكمة لارتكابه الأخطاء بحق والديه أو التعرض لهما بالأذى.

هل لديك استفسار حول دعوى عقوق الوالدين في السعودية اتصل عبر الرقم 0591813333. أو انقر هنا.

دعوى العقوق في السعودية.

يقصد بالعقوق ما صدر من قول أو فعل من شأنه أن يؤذي أحد الوالدين أو كليهما، والتي تعد من المحرمات لا بل من الكبائر. فقد قُرن الإحسان إلى الوالدين ومعاملتهما معاملة حسنة ورضاهما بوحدانية الله سبحانه وتعالى وعبادته فهي أثقل الأعمال الحسنة في الميزان.

وقد أدرج عقوق الوالدين في قائمة الجرائم التي يعاقب عليها القانون في السعودية وفقاً لنص الفقرة 15 من القرار الوزاري رقم (1900) الصادر في تاريخ 9/7/1428 هـ. ويتم ذلك بتقديم احد الوالدين صحيفة دعوى عقوق وهي بمثابة:

شكوى رسمية ضد الابن العاق، بحيث تتولى النيابة العامة أمر التحقيق في الأمر والتأكد منه ومن ثم إحالتها إلى المحكمة المختصة للنظر بها وإطلاق الحكم بالعقوبة المناسبة.

ولا فرق في القانون بين تقديم الدعوى من قبل الوالدين فذلك جائز للأب والأم. كما لا فرق بين المشتكى ضده سواء كانت ابنه أو ابن. ويتم ذلك بتقديم صحيفة دعوى عقوق، وبعد النظر في الدعوى من قبل القاضي واثبات الجرم فإن القاضي يحكم على المدعى عليه وهو الابن العاق بعقوبة تعزيرية شديدة تتمثل:

بالسجن والجلد وغيرها من العقوبات وفقاً لما يراه القاضي، حيث يعمد القاضي إلى إقرار عقوبة رادعة للابن العاق ترده إلى التوبة وإصلاح العلاقة مع والديه وطلب السماح منهما.

ورغم أن محاكم السعودية لديها معالجة واضحة وأسلوب واحد يقوم على الإثبات ووجود الدليل القاطع لإثبات الاتهام. إلا أن النظر في دعاوى العقوق يعتبر حالة خاصة في المحاكم فلا حاجة للدليل والحجة. ورغم عدم اقتناع البعض بجواز ذلك إلى أنه الواقع القضائي لدينا.

والسبب في ذلك هو ضمان حقوق الآباء على الأبناء، ومحاولة عدم تعريضهم لأي صورة من صور العقوق. مهما كانت بسيطة لا سيما وأن الإهمال يعد أيضاً من صور العقوق، وتعامل المحاكم بهذه الطريقة يخيف الأبناء من الوقوع تحت طائلة المسؤولية، وتعرضهم للعقاب عند التصرف بشكل سيء مع الآباء.

كما يؤخذ بكلام الآباء في المحاكم باعتبارهم أسوياء وكلامهم وأقوالهم مقدمة على أقوال الأبناء مهما كانت، حيث يجوز للأب اتهام الابن ومعاقبته فيما لا يجوز للابن فعل ذات الشيء، حيث تستأنس المحاكم بأقوال الآباء والشكاوى المقدمة ضد الأبناء وتطلق الأحكام والعقوبات بناء على ذلك.

إلا أن هناك بعض الاستثناءات، وهي تتعلق بالتحقيق في القضايا الكيدية، حيث يحدث في بعض الحالات أن يقدم أحد الآباء بتقديم صحيفة دعوى عقوق كيدية. للتسبب للابن بأذى أو للتسبب في حجزه نظرا لأن دعاوى الحقوق يتم فيها حجز المدعى عليه، ولكن ذلك يعود لنظرة القاضي وتحققه من الأمر.

حالات قيام الوالدين برفع دعوى حقوق.

عادة ما يصبر الآباء على الأبناء ولا يقدمون على تقديم صحيفة دعوى العقوق ضد أي منهم مهما بلغ مقدار الأذى. حتى أن الكثير منهم يلتزمون الصمت عندما يكون المعتدي عليهم أحد الأبناء ويخافون عليه رغم ذلك تعريضه للأذى عبر الادعاء ضده.

وهذا ما دفع بالنظام القضائي في المملكة إلى قبول دعاوى العقوق دون أدلة تشجيعاً للآباء على خوض هذه الدعوى. وردع الأبناء عن الإساءة لآبائهم، ومن حالات العقوق التي يحق فيها للآباء تقديم صحيفة دعوى عقوق. ما يلي:

    • العقوق بقيام الابن أو الابنة بفعل أي شيء من شأنه بعث الأسى والحزن في قلب الوالدين أو يبكيهما.
    • التأفف من الوالدين وزجرهما ونهرهما ورفع الصوت في وجههما بما يحزنهما ويلحق الضرر النفسي بهما.
    • شتم الآباء وذمهم سواء أمامهما وفي وجهيهما أو أمام الناس أو التكلم عنهما بما يسيء إليهما. وغيرها من الأفعال المشابهة التي تسيء إلى الآباء والى سمعتهما أمام الناس.
    • التعدي على الوالدين بالضرب والتحقير والذي يعد أسوأ أشكال العقوق. حيث يتعدى الابن على الأب أو بعد ضعفهما ولهذا النوع من الاعتداء يتم فرض أشد العقوبات من قبل القاضي.
    • تبرؤ الأبناء من الآباء وإهمالهم والادعاء بالخجل بهم أمام الآخرين.
    • هجر الأبناء للآباء وعدم زيارتهم أو الاطمئنان عليهم، أو تقديم المساعدة لهم سواء المساعدات المالية أو غيرها.
    • الدعاء على الآباء أمامهم وتمني موتهما وهذا له أثر بالغ في نفس الآباء ويمكن الحزن منهم.
    • رفض تقديم الطعام والشراب لهما وعدم العناية بهما في الضعف والمرض.
    • طرد الأبناء للآباء من منازلهم أو طردهما من مسكنهما ورميهما إلى الشارع للبقاء بلا مأوى.
    • ترهيب الابناء للآباء عبر التخويف بالقيام بأفعال معينة أو التهديد.
    • قيام الابن بالاستيلاء على أموال والديه وأخذها عنوة أو من خلال التهديد.

إجراءات تقديم صحيفة دعوى عقوق.

يمكن تقديم صحيفة دعوى عقوق إلكترونيا عبر ناجز، وذلك باتباع خطوات بسيطة تتمثل بما يلي:

    1. يجب الدخول على الخدمات الإلكترونية، ثم اختيار المحاكم، ثم صحيفة الدعوى.
    2. النقر على طلب جديد.
    3. ثم عليك تعبئة تصنيف الدعوى الرئيسي والفرعي ونوع الدعوى.
    4. بعدها يجب تعبئة البيانات الخاصة بكل من المدعي والمدعى عليه بشكل دقيق.
    5. ثم يلزم كتابة موضوع الدعوى والتفاصيل الخاصة بها، مع إضافة كافة الأوراق والمستندات اللازمة.
    6. وبعد التأكد من القيام بكافة الخطوات السابقة بالشكل الصحيح، انقر على ” تقديم الطلب “.

وباتباع هذه الخطوات البسيطة تكون قد قمت بتقديم صحيفة الدعوى، ومن الأفضل أن تلجأ إلى محامي مكتب الصفوة المختص والخبير ليتولى عنك القيام بكافة إجراءات الدعوى ويختصر عليك الوقت والجهد.

شاهد أيضا.

الأسئلة شائعة.

لا حاجة لتقديم الأدلة لإثبات عقوق الابن لوالديه أو أحدهما، حيث أنه وبعد تقديم الوالد للشكوى يتم توقيف الابن المدعى عليه لتقديمه للمحكمة، ولا تطلب المحكمة أي بينة أو أدلة إلا في حالات خاصة.
يتم تحديد عقوبة عقوق الوالدين من قبل القاضي في المحكمة فهي عقوبة تقديرية وتعزيرية يحددها القاضي وفقاً لجسامة الفعل الذي ارتكبه الابن، وقد كانت تتضمن سابقاً عقوبات بالسجن والجلد، ولكن لاحقاً صدر تعميم يقضي بالاستغناء عن هذه العقوبات واستبدالها بأحكام تقضي بعمل الجاني في دار المسنين وحفر القبور ومغاسل الموتى، وكذلك العمل في مراكز التأهيل المختلفة في المملكة العربية السعودية، وما يشابهها من العقوبات.
لا يوجد مدة محددة لاستمرار العقوبة التي يفرضها القاضي في دعاوى العقوق فهي تعتمد على قرار القاضي ورؤيته، ويتم انتهائها بعفو مقدم الدعوى سواء كان الأب أو الأم أو بانتهاء المدة التي حددها القاضي.

وفي ختام مقالنا.

نتمنى أن نكون قدمنا لك المعلومات التي تهمك حول دعوى عقوق الوالدين وكيفية رفعها. لأي استفسار لا تتردد في التواصل مع محامين مكتب الصفوة الخبراء والمختصين بمختلف القضايا القانونية.

أعرف أكثر عن: صحيفة دعوى خلع، وصحيفة دعوى اثبات حضانة. أيضا صحيفة دعوى زيارة الأبناء. كذلك حكم من تسبب بالطلاق. بالإضافة إلى دعوى تعويض عن ضرر.

Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي