حكم من تسبب في طلاق زوجين

لا شك أن من يتسبب في طلاق زوجين يستحق العقاب لقيامه بتخريب علاقتها، لا سيما وأن العلاقة بين الزوجين والرابط فيها هو ميثاق غليظ لا يجوز العبث به أو العمد إلى قطعه. وان المرأة أو الرجل الذي يسعى للإفساد بين زوجين وافتعال المشكلات بينهما ودفعهما للطلاق إنما يقترف جرماً كبيراً.

ويوجد في القانون السعودي ما يدعي بدعوى التخبيب لتقديمها من قبل أحد الزوجين ضد أي شخص يحاول التفريق بينهما أو حضهما على بعضهما كما يحق للزوجين الاستفسار عن حكم من تسبب في طلاق زوجين بالشريعة الإسلامية والقانون السعودي.

لأي استفسار يمكنك التواصل مع محامي شاطر في السعودية من خلال الاتصال عبر الرقم 0591813333، أو النقر هنا للتواصل عبر الواتساب.

حكم من تسبب في طلاق زوجين.

يلجأ بعض الأشخاص إلى الإفساد بين زوجين ودفعهما إلى الطلاق وذلك لأسباب متنوعة كوجود مصلحة شخصية في حدوث المشكلات بينهما ومن ثم طلاقهما، أو رغبة في إفساد علاقة الزوجين فقط دون وجود أي مصالح أو غايات شخصية. وهذا ما يدعى بالتخبيب الذي يعد جريمة جنائية في السعودية ويمكن المقاضاة به وإثباته وإطلاق عقوبة بحق من يقوم به.

والتخبيب بين الزوجين هو:

الإفساد بينهما باستخدام أساليب الغش والخداع، فيحرض أحدهما على الآخر ويكرهه به، فيضحى الرجل يكره زوجته أو الزوجة تكره زوجها وهذا بلا شك آفة مدمرة للعائلات وضياع للأبناء. لا سيما وأن الكذب والخداع هو أساس التخبيب ولا يأتي غالباً من غريب يحذر منه، وإنما من قريب يؤخذ بكلامه. فيظهر بصورة الناصح الذي يقول كلامه بقصد التعاطف والإشفاق، بينما تقوم نيته على إتباع شتى السبل التي تؤدي لخراب المنزل.

وذلك لا يعني أن الغرباء لا يمكن أن يؤدوا هذا الدور وإنما ليس بكثرة، لأنه في معظم الحالات لا يتم الانقياد وراء معتقدات الغرباء ونصائحهم، إلا في الحالات التي يقوم فيها رجل بالتودد إلى امرأة متزوجة وتحريضها على زوجها ودفعها للطلاق منه بالادعاء أنه يريد الزواج منها. أو العكس، كأن تتقرب امرأة من رجل متزوج وتحريضه على زوجته واشتراط طلاقه منها حتى تقبل به زوجاً.

وبالنسبة إلى حكم من تسبب في طلاق زوجين فإنه حرام شرعاً وجريمة قانونية يحاسب عليها القانون، وتعتبر مشاكل التخبيب بين الزوجين في السعودية أحد القضايا التي تشكل اعتداء على العلاقات والحياة الشخصية، ولها الكثير من الآثار النفسية السلبية التي تعود على الزوجة والزوج والأطفال.

شاهد أيضا.

المسؤولية الجنائية في جريمة التخبيب.

يعد التخبيب من الجرائم الجنائية في المملكة العربية السعودية، وهو كما ذكرنا دخول شخص بين الزوجين لإفسادهما على بعضهم ودفعهما إلى الطلاق، سواء كان ذلك بقصد الزواج أو بغير قصد، وحتى إن تم ذلك فإن حكم من تسبب في طلاق زوجين ليتزوج فإن هذا الزواج باطل شرعاً حيث لا يجوز ذلك في الدين الإسلامي.

وقد أضحى هناك اهتمام كبير بقضايا التخبيب نظراً لأن الكثير من قضايا الطلاق تعود للتخبيب بين الزوجين والتحريض من قبل شخص ثالث لإنهاء العلاقة الزوجية بشتى الطرق حتى لو كان بالطلاق أو الخلع، لا سيما عند تحريض الزوجة على زوجها والإشارة إلى عيوبه وإغرائها بالمال وقطع الوعود بالزوج بعد أن تترك زوجها.

ورغم ذلك فإن الأنظمة في المملكة العربية السعودية لم تنص على وجود أي عقوبة مقررة للتخبيب بين الزوجين وإنما يتم فرض عقوبة تعزيرية من قبل القاضي والتي تتضمن السجن والجلد، وذلك وفقاً لنوع الأثر الذي سببه التخبيب، حيث تشدد العقوبة في حال التسبب بالطلاق بين الزوجين وذلك استناداً إلى حكم من تسبب في طلاق زوجين الشرعي.

لا سيما وأن الشريعة الإسلامية تعدُّ المصدر الأول للتشريع في المملكة العربية السعودية، ولذلك جرم القانون التخبيب ولم يتركه بدون عقاب. ولذلك فإن عقوبة وحكم من تسبب في طلاق زوجين هي الحبس مع التعزير وهي بذلك تعود للقاضي المسؤول وسلطته التقديرية التي قد يخففها أو يشددها وفقاً لظروف الجريمة ووقائعها.

وقد اختلفت العقوبات التي تم فرضها في المحاكم السعودية على حكم من تسبب في طلاق زوجين والتخبيب بينهما. حيث صدرت أحكام بالحبس مدى الحياة عند عدم تراجع المخبب عن فعلته، أو الحبس لمدة عامين عند التراجع عنها بالإضافة إلى جلد المخبب في كلتا الحالتين.

كما يؤخذ بعين الاعتبار وجود الحقين الخاص والعام في جريمة التخبيب وفرض عقوبة بدفع غرامة مالية وكتابة تعهد بعدم ارتكاب الجريمة مرة أخرى، وقد يحكم القاضي بالسجن والغرامة والجلد معاً في قضية واحدة وفقاً لظروفها.

عند حاجتك لرفع دعوى تخبيب أو تم اتهامك بالإفساد بين الزوجين فإنه من الأفضل أن تقوم بتوكيل محامي متخصص من مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية والذي يعد خبيراً بكيفية إثبات هذه القضايا ولديه معرفة كافية بإثبات نقص الأركان عند براءة المتهم لا سيما وان النظام في المملكة العربية السعودية لا يؤكد إدانة المتهم إلا بوجود الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك.

أشكال الإفساد بين الزوجين.

تتعدد صور وأشكال التخبيب والإفساد بين الزوجين بما يدفعهما إلى الطلاق، وذلك من خلال القيام بسلوكيات وتصرفات من شأنها إكراه أحد الزوجين بالآخر والإساءة للحياة الزوجية. بما يجعلهما يقدمان إلى إنهاء الزواج بإحدى أشكال الانفصال وفقاً للطرف الراغب به سواء بالطلاق أو الخلع. ومن أبرز أشكال الإفساد بين الزوجين:

    • استغابة أحد الزوجين أمام الآخر والتحدث عنه بسوء بما ينفر المستمع.
    • الكذب أمام أحد الزوجين ضد الآخر وتأليف القصص والأحداث العارية عن الصحة بهدف التحريض وبث الكراهية.
    • التحدث لأحد الأطراف وإقناعه بأن الطرف الآخر سبب ضرر له وشخص مؤذي في حياته وأنه السبب في أحزانه وتعاسته وإيهامه بأن الطلاق منه والابتعاد عنه سيغير الكثير في حياته ويدفعها نحو الأفضل.
    • تحريض الزوجة على ترك منزل زوجها أو  تحريض الرجل على هجر زوجته لمختلف الأسباب التي يعمد المحرض على إيهامه بها مما يؤثر أشد الأثر في نفس الطرف الثاني ويؤدي إلى وجود المشكلات.
    • تحريض الزوجة على التخلي عن مسؤولياتها المنزلية والزوجية والعائلية بحجة عدم التقدير من قبل الطرف الآخر بما يؤدي إلى خلق المشكلات وفساد العلاقة بين الزوجين.
    • تحريض الزوج على التخلي عن مسؤولياته الزوجية والعائلية المتعلقة بالنفقة والاهتمام والمسؤوليات الخاصة بالأطفال أو التقصير بها مما يؤدي إلى فساد العلاقة بين الزوجين.
    • تحريض الزوجة من قبل شخص أجنبي على ترك زوجها بغرض الزواج منها، والتقرب منها والتودد لها والتأثير بها في نقاط  الضعف الخاصة بعلاقتها بزوجها حيث يظهر لها الكرم والغنى إذا كان زوجها فقيراً أو بخيلاً. أو يظهر لها شدة الاهتمام إذا كان زوجها قليل الاهتمام بشؤونها، حيث يؤدي حديثه إلى إفساد علاقتها بزوجها وحضها على الطلاق أو الخلع.
    • تحريض الزوج من قبل امرأة على ترك زوجته، وتوجيهه إلى الطريقة التي ينبغي أن يعامل بها زوجته والتي تتضمن عادة القسوة والشدة والجفاء بما يفسد العلاقة بين الزوجين. بالإضافة لإرشاده إلى سلوكيات زوجته وإبراز أخطاءها وتعظيمها في عينيه حتى ينفر منها ويقوم بالطلاق.

هذه التصرفات وما شابهها قد تؤدي بشكل كبير إلى هدم الحياة الزوجية ودفع الزوجين الى الطلاق والتي يتعرض المؤذي فيها إلى تطبيق حكم من تسبب في طلاق زوجين وفرض عقوبة بحقه في حال إثبات قيامه بهذه الأفعال وكونه سبب رئيسي في الطلاق بين الزوجين.

أسئلة شائعة.

إن أكثر الأدلة قوة في إثبات التخبيب والتسبب في طلاق زوجين هو اعتراف المدعى عليه بذلك، وان إنكار المدعى عليه للقيام بهذا الفعل يجعل من الصعب إثباته، ومن ثم فإن شهادة الشهود من الأدلة المقبولة للمحكمة لإثبات التخبيب، وبعدها يمكن القول أن صور المحادثات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وتسجيلات الصوت والفيديو والتي تعد وثائق الكترونية تعتبر قرائن يمكن الأخذ بها إذا اعترف المدعى عليه بحصولها.
لا شك أن الخدمات التي قدمتها وزارة العدل في السعودية سهلت الإجراءات القضائية بشكل كبير، كما أنها طالت كل ما يمكن إتمامه باستخدام منصة ناجز للقيام بالإجراءات المختلفة، وبالتأكيد لم يتم استثناء دعوى التخبيب من ذلك، حيث يمكن رفع دعوى تخبيب بشكل الكتروني بعد ملء نموذج صحيفة الدعوى الموجودة ومن ثم تقديمها للمحكمة التي ستقوم بالنظر بها ومن ثم عقد الجلسات القضائية وإطلاق الحكم، ولكن يشترط للقيام بذلك تقديم صحيفة الدعوى من الزوج أو الزوجة فقط.
تقوم جريمة التخبيب على ركنين أساسيين: 1- الركن المادي: وهو قيام الشخص بأفعال الغش والخداع والتحريض، كأن يقوم شخص بتحريض امرأة ضد زوجها ودفعها إلى طلب الطلاق منه والتقدم بدعوى خلع في حال رفض الزوج للطلاق، وإيهامها بأنه داعم لها. 2- الركن المعنوي: وهو قيام الشخص بتلك الأفعال وهو بكامل إرادته ومدرك لما يفعل ولديه نية واضحة في تفريق الزوجين وإفساد الود بينهما.

للحصول على إجابات تتعلق بأسئلة أخرى حول حكم من تسبب في طلاق زوجين والتخبيب بين الزوجين، أو كنت بحاجة لرفع دعوى التخبيب واثبات وقوعه فإن محامي مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية مستعد لتقديم خبرته ومعرفته لمساعدتك على ما تحتاج إليه من خدمات.

أحصل على المزيد من التفاصيل عن: اجراءات الطلاق للمقيمين، ومدة صدور صك الطلاق، كذلك تنفيذ حكم النفقة في السعودية، أيضا حساب نفقة الطفل في السعودية.

Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي