عقوبة قذف المحصنات في النظام السعودي

يعتبر قذف المحصنات أي النساء العفيفات الغافلات من أكبر الجرائم وأشنعها في السعودية. ولمعرفة عقوبة قذف المحصنات في النظام السعودي، اقرأ المقال التالي.

اضغط هنا للتواصل مع أفضل مكتب محاماة في السعودية، وهو مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

ما هي عقوبة قذف المحصنات في النظام السعودي؟

يعتبر القذف من الأفعال المجرمة في الأنظمة الجزائية السعودية، وهو جريمة جزائية تستدعي أن يتم النظر بشأنها من قبل القاضي الجزائي وفق أحكام نظام الإجراءات الجزائية.

ولم يأتِ نص نظامي واضح حول عقوبة قذف محصنات في النظام السعودي، على الرغم من أن هناك نص الفقرة 5 من المادة 3 من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، والتي عاقبت على التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنية المعلومات، وذلك بمعاقبة الفاعل بالسجن مدة لا تزيد على سنة والغرامة بما لا يزيد على 500,000 ريال أو بإحدى العقوبتين.

وبالمقابل هناك نص الفقرة الأولى من المادة السادسة من ذلك النظام، والتي أكدت على أن كل جريمة يتم ارتكابها عبر وسائل تقنية المعلومات، لإنتاج ما يمس النظام العام أو القيم الدينية أو حرمة الحياة الخاصة، يعاقب فاعله بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبالغرامة بما لا يزيد على 3,000,000 ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

إلا أن ذلك لا يعني تطبيق النصين على جريمة القذف بالمعنى الوارد، وهي اتهام الآخرين بالزنا والفاحشة، وبالتالي يتوجب علينا العودة لأحكام الشريعة الإسلامية تطبيقاً لنص المادة الأولى من نظام الإجراءات الجزائية السعودي، التي أكدت على وجوب تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في القضايا التي يتم عرضها على المحاكم الجزائية وفقا لما دل عليه الكتاب والسنة.

مما يعني أن عقوبة قذف المحصنات في الشريعة الإسلامية، هي حد القذف المتمثل بجلد الفاعل 80 جلدة وعدم قبول شهادته أبداً، مع عدم الإخلال بأية عقوبة نص عليها نظام آخر، أو بأي عقوبة تعزيرية يرى القاضي ضرورة فرضها مع تطبيق الحد.

عقوبة قذف المحصنات في النظام السعودي

حكم القذف في الاسلام

تعتبر العقوبات المقررة بشأن القذف في الشريعة الإسلامية من العقوبات الحدية، أي عقوبات الحدود وليست من العقوبات التعزيرية. وقد جاء النص على حكم القذف في أعراض الناس بالآية 4 من سورة النور، وذلك بقول الله سبحانه وتعالى: ((والذين يرمون المحصنات، ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)).

بالتالي فإن حكم القذف في الإسلام يتضمن معاقبة الفاعل بالجلد ثمانين جلدة وإصدار قرار بعدم قبول شهادته أبداً. مع إمكانية إضافة عقوبة أخرى تعزيرية بحقه وفق ما يرى القاضي الجزائي الناظر في الدعوى تبعاً لظروف وملابسات الجريمة، وما يتصل بها من أفعال جرمية أخرى.

وبما أن القذف اتهام الآخر بالزنا، فإن اللعان بين الزوجين يعتبر حالة خاصة واستثنائية من القذف، وهي الحالة التي يرمي بها الزوج زوجته بالزنا، فإنه في هذه الحالة يتوجب تطبيق الملاعنة بينهما وإلا اعتبر ذلك قذفاً.

وتتم الملاعنة بأن يشهد الزوج أربع شهادات بأن زوجته ارتكبت الزنا، وتدفع الزوجة عنها تلك التهمة بأن تشهد أربع شهادات أنها بريئة.

وذلك تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى ((والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم، فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه والذين الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)) سورة النور الآية 6-7.

ما هي طرق إثبات جريمة قذف المحصنات؟

بعد أن ذكرنا عقوبة قذف المحصنات شرعا وقانونا، يجب معرفة الشرط الأساسي لإدانة وتجريم من يرتكب جريمة القذف بحق الآخرين، والذي يتمثل بعدم تمكنه من إثبات حقيقة ما اتهم به الضحية أو المجني عليه.

وبالتالي يتوجب على من يتهم شخصاً آخر سواء كان رجلاً أو امرأة بالزنا، أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون على ارتكابه ذلك الفعل، بحيث تكون شهادتهم متطابقة 100%، فإذا لم تتطابق شهاداتهم، فإن القاذف ومن شهد معه سيتم تجريمهم وإدانتهم بالقذف، وبالتالي تطبيق الحد بحقهم وجلدهم 80 جلدة، ما لم يقر المتهم ويعترف بارتكابه لجريمة الزنا.

مع التأكيد على أن حد القذف لا يتم تطبيقه بحق الجاني الذي يقذف شخص آخر في الزنا أو الفاحشة، إلا بعد رفع دعوى جزائية أو شكوى من قبل المقذوف ضد القاذف واتهامه بارتكابه جريمة القذف وإثبات ذلك.

وهنا يتم الإثبات من قبل المقذوف بكافة وسائل الإثبات الواردة في نظام الإجراءات الجزائية ونظام الإثبات، مثل الأدلة الكتابية أو الأدلة الرقمية أو شهادة الشهود، كأن يتقدم للمحكمة برسالة نصية أرسلها له القاذف تضمن قذفه بالزنا مع إثبات ذلك.

الأسئلة الشائعة

القذف في الإسلام هو رمي واتهام شخص آخر بالزنا أو الفاحشة، وهو محرم ويعتبر من كبائر الذنوب في الإسلام، وقد اعتبرته الشريعة الإسلامية من الجرائم الواجب تطبيق الحدود بشأنها، وذلك بجلد القاذف 80 جلدة وعدم قبول شهادته أبداً.
قذف المحصنات أو سب المحصنات، يعني اتهامهن بالزنا وارتكاب الفجور، وقد جاء النص القرآني ((والذين يرمون المحصنات)) أي العفيفات الغافلات، وقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم رمي المحصنات من السبع الموبقات أي السبع المهلكات.

وفي نهاية مقالتنا عن عقوبة قذف المحصنات في النظام السعودي، نؤكد على كل من يتم قذفه أو اتهامه بالزنا أو الفاحشة، ويرغب في معرفة عقوبة القذف المحصنات شرعا وقانونا، أن يبادر لتوكيل أو استشارة أحد المحامين المختصين بذلك من قبل مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

قد تبحث أيضاً عن ما هو السب والقذف في النظام السعودي، وما هي عقوبة الزنا في السعودية، بالإضافة إلى عقوبة السب والشتم بدون شهود.


المصادر:

  • نظام الإجراءات الجزائية.
  • نظام مكافحة جرائم المعلوماتية
Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي