جريمة التهديد بالرسائل في السعودية وعقوبتها

إن إلقاء التهديدات هو أمر غير مسكوت عنه في القانون؛ وأفرد القانون عقوبة لجرائم التهديد إن كانت شفهية أم كتابية. تعرّف معنا في هذا المقال على عقوبة التهديد بالرسائل في السعودية.

التهديد يأتي على عدة أشكال، إما تهديد بشكل لفظي مباشر، أو أن يأتي على شكل اتصال صوتي، أو على شكل رسالة مكتوبة.

وأي شخص يتعرض للتهديد بأية وسيلة، يمكنه أن يرفع دعوى أمام القضاء للحصول على حقه وردع الشخص الذي هدده، وهذه الدعوى تحتاج لمحامٍ مختص، وبالتالي يمكنكم التواصل مع محامي قضايا جزائية من مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية لطلب توكيل محامٍ من قبلهم، فالمكتب لديه نخبة من أفضل المحامين على مستوى المملكة العربية السعودية.

تعرّف على عقوبة التهديد بالرسائل في السعودية

 إذا ما أردنا أن نحدد عقوبة التهديد بالرسائل في السعودية، فإننا سنكون أمام حالات مختلفة للتهديد تتضمن عقوبات مختلفة تبعاً لنوع التهديد و لشدته.

فهناك تهديد بالرسائل بالقتل، وهناك تهديد بالابتزاز، وهناك تهديد بتشويه سمعة الشخص، وهناك تهديد باستعمال السلطة الممنوحة للشخص المهدد.

فنحن أمام حالات مختلفة من التهديد تستوجب أن يتولد عنها جرائم مختلفة، وتستوجب النظر أمام محاكم مختلفة، وستصدر فيها أحكام مختلفة، وبالتالي عقوبات مختلفة.

ولكن الأمر الذي يجمع كافة جرائم التهديد، هو فعل التهديد بحد ذاته، مهما كان نوع هذا التهديد وشدته، وفي مقالتنا هذه حديثنا فقط عن التهديد بالرسائل، والمقصود هنا بالرسائل تلك المرسلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الواتس اب والتليجرام والإنستجرام والتويتر وغيره.

وهذا الأمر سيقودنا لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي الصادر بالمرسوم رقم م/17 لعام 1428هـ، حيث نصت الفقرة الخامسة من المادة الثالثة من هذا النظام على أن:

من يقوم بالتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة، يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تزيد على 500,000  ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

لقطة شاشة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية توضح عقوبة التهديد بالرسائل
لقطة شاشة من المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية

 

بالتالي فإن التهديد بالرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدخل في زمرة التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم، من خلال وسائل تقنيات المعلومات، وهي الجوال، مما يستوجب معاقبة الفاعل بتلك العقوبة دون إخلال بما يترتب على جريمته من عقوبات أخرى في الأنظمة الأخرى.

فإذا كان التهديد بالقتل، فربما يتم مساءلته وفقاً للمادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وبنفس الوقت قد يتم مسائلته بجريمة الشروع بالقتل، وهي بحد ذاتها جناية تستوجب العقوبة بما لا يقل عن عشر سنوات سجن.

ذلك أن تهديد الشخص بالقتل بواسطة الرسائل، أو بأي وسيلة أخرى، قد يولد له أضراراً عميقة في نفسه، نتيجة حالة الخوف والهلع التي تصيبه جراء تهديده بالقتل، حيث يبقى طوال الوقت مترقباً وحذراً، ولربما تعطلت الكثير من أعماله بسبب هذا التهديد.

وقد يعاقب بموجب نظام الحماية من الإيذاء كما توضح النيابة العامة على تويتر:

عقوبة التهديد بالرسائل لغاية الابتزاز

لا شك أن من أكثر الجرائم دناءةً، هي الجريمة التي يتم بها استغلال ظروف الآخرين لابتزازهم،  فإذا قيل إن السم سلاح الجبناء، أي أن من يقتل بالسم، هو جبان، فإن من يهدد الآخرين لابتزازهم، هو شخص دنيء.

أما كيف يحدث التهديد بالرسائل لغاية الابتزاز، فإن ذلك يكون حين يعرف الجاني الكثير من المعلومات عن الضحية، فيبدأ بتهديده بفضحه، ونشر تلك المعلومات، إن لم ينفذ مطالبه، وبالتالي يقوم بابتزازه.

وجرائم الابتزاز من الجرائم التي نصت عليها اللائحة المحددة للجرائم الموجبة للتوقيف، والتي صدرت بموجب قرار النائب العام رقم /1/ لعام 1442هـ، المتضمنة لائحة الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف.

وإذا ما عدنا أيضاً إلى نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ولا سيما المادة السادسة، فإن أي شخص يقوم بأي عمل عبر شبكة المعلوماتية، ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي على الجوال، بما يسيء للقيم الدينية، أو النظام العام، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، فإنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تزيد على 3,000,000 ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، والواقع أن تهديد الآخرين وابتزازهم يدخل فيمن شأنه المساس بكل من النظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، وفوق هذا كله تدخلاً وانتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة.

ويضاف إلى ذلك نص الفقرة الرابعة من المادة الثالثة من نفس النظام، والتي عاقبت بالسجن مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تزيد على 500,000 ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من يقوم بأحد الجرائم المعلوماتية التي تمس الحياة الخاصة من خلال استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا، أو ما في حكمها، وبالتالي فإن من يبتز الآخرين ويهددهم بصور لديه، يعتبر جرمه خاضعاً لأحكام هذه المادة، وبالتالي يمكن معاقبته بالعقوبة المذكورة أعلاه.

حالات تشديد عقوبة التهديد بالرسائل في السعودية

إن التهديد بحد ذاته يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، وأي جريمة من الجرائم تعاقب عليها القوانين، تكون فيها العقوبة على درجات، وذلك تبعاً لظروف الجريمة ووسيلة ارتكابها.

فالجريمة قائمة وموجودة، ولكن الوسيلة التي تم ارتكاب الجريمة بها، أو الظرف الذي رافقها، يدل على نية جرمية عالية أو منخفضة لدى المجرم، لذلك يتم تشديد العقوبة وتخفيفها وفقاً لتلك المعايير، وهي معيار الوسيلة التي ارتكبت بها الجريمة، ومعيار الظرف الذي ارتكبت خلاله.

فجريمة السرقة حين تكون خلسة وخفية بالتسلل، تكون عقوبتها أخف من جريمة السرقة بالعنف أو بالسطو، فهنا وسيلة ارتكاب الجريمة اختلفت، وبالتالي اختلفت العقوبة، وبالمقابل إذا ما تم فعل أحد المنكرات التي يعاقب عليها القانون خفية، فإن عقوبته إذا ما تم الادعاء عليه أخف من عقوبته إذا ارتكبه جهاراً أمام الناس.

وبالمقابل فإن عقوبة التهديد تختلف أيضاً تبعاً لوسيلة ارتكاب تلك الجريمة، فحين يكون التهديد لفظي ومباشر، كأن يحدث أثناء الملاسنة بين شخصين، مما  يعني أنه ناتج عن الغضب، وبالتالي يمكن منحه الأسباب المخففة للعقوبة، وبالمقابل أثناء المكالمة الهاتفية قد يتوتر أحد الأشخاص فيغضب ويهدد عبر الهاتف، والواقع أن الاتصال الهاتفي لا يختلف عن المقابلة الشخصية المباشرة بينهما.

إلا أن ارتكاب جريمة التهديد عبر الرسائل يعتبر ظرفاً مشدداً، ذلك أن كتابة الرسالة تستغرق وقتاً أكثر من التلفظ المباشر، وهذا يعطي الشخص الذي يقوم بالتهديد زمناً للتفكير والتروي.

وبالتالي فإنه سيكتب الرسالة بهدوء أكثر مما يتلفظ بها، وبالمقابل لا بد من التمييز بين الرسائل المتبادلة بشكل مباشر كرسائل الواتس اب، حيث أن أحدهما قد يرسل رسالة فيُغضب الآخر، فيرد على رسالته فوراً برسالة أخرى، وهكذا حتى يغضب أحدهما فيقوم بتهديد الآخر، فإن هذا التهديد يمكن اعتباره مثل التهديد اللفظي المباشر، أما إذا جاءت رسالة التهديد بعد فترة من الزمن على إرسال الرسائل، أي لم تكن قريبة منها جداً أو ملتصقة بها زمنياً، فإنها ستحمل لا شك الظرف المشدد لعقوبة جريمة التهديد.

تصفح أيضاً: عقوبة الإزعاج بالجوال في السعودية.

أسئلة وأجوبة حول عقوبة جرائم التهديد

سؤال: كيف يكون التهديد بالقتل؟ أي بمعنى ما هي صيغة التهديد بالقتل التي تستوجب التجريم والعقاب؟

الجواب: التهديد بالقتل يتم حين يقوم أحد الأشخاص بالاتصال بشخص آخر ويهدده بالقتل، سواء عبر الهاتف، أو عبر الرسائل المكتوبة، أو عبر رسائل الواتساب، أو سائل التواصل الاجتماعي، والقصد من ذلك هو تخويف الشخص الآخر وترهيبه والسيطرة عليه وإنهاكه وجعله ينهار ليقدم تنازلات معينة، والواقع أن التهديد بالقتل لا يكون فقط على شخص المجني عليه، بل قد يكون التهديد بالقتل يتعلق بأبنائه مثلاً، أو زوجته، أو أحد أقاربه.

سؤال: كيف أتعامل قانونياً مع شخص يهددني؟

الجواب: إذا ما تعرضت لتهديد عبر الجوال، فإنه يمكنك التبليغ عن ذلك من خلال تطبيقات الخدمات الإلكترونية التي أطلقتها الحكومة السعودية و وزارة الداخلية، مثل نظام كلنا أمن التابع لوزارة الداخلية السعودية، أو من خلال الدخول إلى المنصة الوطنية الموحدة، وتحديداً إلى تطبيق مكافحة الابتزاز، والاتصال على رقم الهاتف / 0096114908888 / أو الاتصال على الرقم الرباعي /1909/ أو عبر البريد الإلكتروني: [email protected]

وفي نهاية مقالتنا نقول أن جريمة التهديد هذه، قد لا تتوقف فقط عند مساءلته عن جريمة التهديد بشكل مجرد، بل تتعداها إلى أي جريمة تنتج عنها، فقد تؤدي به إلى مساءلته عن جرائم أخرى، كجرائم الشروع بالقتل، أو جرائم الابتزاز الإلكتروني، مما يعني عدم التوقف عند العقوبة المنصوص عليها في نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، بل قد يجد نفسه متهماً بجريمة تترتب عليها عقوبات جنائية قاسية، ربما تصل إلى القصاص أو الحد.

وإذا ما تعرضت للتهديد بالرسائل، أو بأي وسيلة أخرى، فننصحك بأن توكل محامٍ مختص بتلك القضايا ليقوم برفع دعوى تهديد أمام المحاكم المختصة، وهذه الخدمة يقدمها لك بكل سهولة ورحابة صدر مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية، الذي يضم فريقاً من المحامين المتمكنين في كافة قضايا التهديد بالرسائل، وقضايا الابتزاز الإلكتروني، قضايا التهديد بالقتل وغيرها.

تصفح أيضاً: عقوبة الطعن بالسكين في القانون السعودي وحيازتها.

Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي