قضية العقوق في السعودية: دليلك لمعرفة الأحكام والعقوبات

في إحدى القضايا الحديثة، تقدّمت أم بشكوى ضد ابنها بسبب إساءته المتكررة لفظيًا وجسديًا، مما أدى إلى فتح دعوى عقوق أمام المحكمة.

فقضية العقوق في السعودية لم تعد نادرة، إذ أوجد النظام السعودي أحكامًا واضحة لحماية الوالدين من أي إيذاء، مستندًا إلى مبادئ الشريعة الإسلامية ونظام الحماية من الإيذاء.

للاستشارة في قضايا العقوق، تواصل مع محامي مختص عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.

قضية العقوق في السعودية

العقوق في الشريعة الإسلامية هو كل تصرف أو امتناع يصدر من الابن أو البنت تجاه أحد والديه يترتب عليه أذى بدني أو نفسي أو مادي، أو حتى مجرد إدخال الحزن عليهما بغير حق.

وقد جاءت النصوص الشرعية لتشدد على تحريم العقوق واعتباره من كبائر الذنوب، قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وجاء في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين”.

مما يدل على عِظم جرم العقوق، وتشمل صور العقوق: السب والشتم، الضرب، رفع الصوت، القطيعة، الامتناع عن النفقة الواجبة، أو أي تصرف فيه امتهان أو إهانة لحق الوالدين.

والنظام السعودي، يستند إلى الشريعة الإسلامية ويعاقب على عقوق الوالدين بشدة، وتناول العقوق تحت إطار نظام الحماية من الإيذاء، حيث عرّفت المادة الأولى من النظام “الإيذاء” بأنه:

كل شكل من أشكال الاستغلال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية أو التهديد بها، يرتكبها شخص تجاه آخر متجاوزًا بذلك حدود ولايته أو سلطته أو مسؤوليته، أو بسبب علاقة أسرية.

ويشمل ذلك الامتناع عن الوفاء بالواجبات في توفير الحاجات الأساسية لمن تجب عليه نفقتهم شرعًا أو نظامًا.

وبذلك يدخل العقوق في مفهوم الإيذاء متى ما كان الفعل أو الامتناع من الابن أو البنت تجاه الوالدين مخالفًا لواجب البر والاحترام.

سواء كان الإيذاء ماديًا كالتعدي الجسدي أو الامتناع عن النفقة، أو معنويًا كالإهانة اللفظية أو التشهير أو الإهمال المتعمد.

ويتيح النظام للجهات المختصة التدخل حتى دون شكوى مباشرة من الوالدين، إذا توفرت أدلة على وقوع الإيذاء، حمايةً للأسرة وصيانةً لحقوقها.

عقوبة العقوق في السعودية

العقوق من كبائر الذنوب التي حذّر منها الإسلام وجعلها قرينة الشرك بالله، ولا يُعرف لها حدٌّ مقدّر في الشرع مثل الحدود، وإنما تدخل تحت باب التعزير، أي العقوبة التي يقدّرها القاضي بما يراه مناسبًا لحجم الجرم وظروفه.

وقد أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله أن من ثبت عقوقه لوالديه أو إيذاؤه لهما بالسب أو الضرب أو القطيعة المتعمدة يعزر بما يردعه، ويُزجر به غيره، وقد يشمل ذلك السجن أو الجلد أو غيرهما من العقوبات التعزيرية.

العقوبة في النظام السعودي

نصت المادة الثالثة عشرة من نظام الحماية من الإيذاء على أن:

دون الإخلال بأي عقوبة أشد مقررة شرعاً أو نظاماً، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ريال ولا تزيد على 50 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلاً جريمة من أفعال الإيذاء الواردة في المادة الأولى من النظام.

وتُشدد العقوبة إلى السجن مدة لا تقل علن سنة ولا تزيد على خمس سنوات، وغرامة لا تقل عن 50 ألف ريال ولا تزيد على 300 ألف ريال، في حالة اقتران الجريمة بحالات عدة نذكر أهمها:

إن كان من تعرض للإيذاء من الأشخاص ذوي الإعاقة، أو أحد الوالدين، أو ممن تجاوز 60 عاماً.

ويُلاحظ أن العقوبة النظامية في السعودية تجمع بين الحبس والغرامة أو إحداهما، مع تشديد العقوبة في حال تكرار الجريمة.

ما يعكس حرص المشرّع على حماية الوالدين وردع الأبناء عن أي شكل من أشكال العقوق، سواء كان الإيذاء جسديًا، أو نفسيًا، أو حتى الامتناع المتعمد عن توفير الاحتياجات الأساسية.

الحق العام في قضايا العقوق

قضايا العقوق لا تتعلق فقط بالحق الخاص للوالدين، بل تمس الحق العام، لأن فيها اعتداء على قيم الأسرة والمجتمع.

وهو ما نص عليه النظام في إلزام الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات حتى لو لم يتنازل الطرف المتضرر.

ويحق للنيابة العامة تحريك الدعوى ومتابعتها حتى مع التنازل، إذا رأت أن الجريمة تمس النظام العام.

دور المحامي في قضايا عقوق الوالدين بالسعودية

يلعب المحامي دورًا محوريًا في مثل هذه القضايا عبر:

    • الحضور أثناء التحقيق: مرافقة الموكل أمام النيابة العامة، وضمان احترام جميع الإجراءات النظامية.
    • إعداد الدفوع النظامية: صياغة الحجج والأسانيد القانونية، وتقديم ما يثبت حسن السيرة أو الظروف المخفِّفة.
    • إدارة ملف الحق الخاص: التفاوض بين الأطراف إذا وُجد حق خاص، والعمل على تسوية ودية قد تخفف العقوبة.
    • صياغة اللوائح الاعتراضية: تقديم الاعتراضات على الأحكام أمام الجهات القضائية المختصة، وضمان مراجعتها وفق النظام.
    • توعية الموكل: شرح الفروق بين الحق العام والحق الخاص في قضايا العقوق، وتبصيره بتأثير كل منهما على مجريات القضية.

الأسئلة الشائعة حول مقالنا قضية العقوق في السعودية

عقوق الوالدين من كبائر الذنوب ومن المحرمات العظيمة التي حذّر منها الإسلام وجعلها قرينة الشرك بالله.
نعم يشمل العقوق الإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة إذا تضمن سبًا أو تهديدًا أو تشهيرًا.

قضية العقوق في السعودية باتت تُعامل بجدية تامة من الجهات القضائية، حمايةً للوالدين والأسرة، واستنادًا إلى الشريعة والنظام.

فإدراك تفاصيل العقوبة والحق العام ودور المحامي يساعد في منع هذه الجرائم وحلها بطرق تحافظ على صلة الرحم وتردع المسيء.

فإن كنت ترغب في الاستفسار أكثر ننصحك بالتواصل مع أفضل مكتب محاماة في جدة والسعودية عبر صفحة اتصل بنا.

أعرف اكثر عن التبرؤ من الابن في القانون السعودي، وخطوات رفع دعوى في السعودية، واعتراض على حكم العقوق، وقد تبحث عن محامي جازان.


المصدر:

  • نظام الحماية من الإيذاء.
Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمة
تواصل معنا