حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية

تحظى حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية بحماية تشريعية وقضائية، وذلك لضمان تحقيق العدالة والإنصاف للمرأة في مرحلة ما بعد انتهاء العلاقة الزوجية.

تُنظم هذه الحقوق وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية والنظام القضائي السعودي، في هذا المقال، نناقش أبرز الحقوق التي تكتسبها الزوجة المطلقة في السعودية.

انقر على زر الواتساب مباشرة لاستشارة محامي طلاق شاطر.

حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية.

تبرز حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية كواحدة من المسائل القانونية التي تحظى باهتمام بالغ في إطار النظام القضائي المستمد من أحكام الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى ضمان حماية حقوق المطلقة وتأمين استقرارها المادي والمعنوي بعد انتهاء الحياة الزوجية.

تضمن الشريعة الإسلامية مجموعة من الحقوق التي تحفظ للمرأة المطلقة كرامتها وتساعدها على التكيف مع حياتها الجديدة بعد إنهاء العلاقة الزوجية.

تشمل هذه الحقوق النفقة في حالات معينة، حضانة الأطفال في حالة وجودهم، وحق السكن في حال كانت حاضنة أو حاملًا، بالإضافة إلى المتعة التي يُمكن أن تحصل عليها المطلقة كتعويض عن الطلاق.

يولي النظام السعودي أهمية خاصة لضمان استقرار المرأة المطلقة ماليًا ونفسيًا، حيث يتم تحديد الحقوق بناءً على مبدأ العدالة والمساواة بين الزوجين، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل حالة. أيضا، يعتبر القضاء السعودي دائمًا في هذه الحالات أن مصلحة الأبناء تأتي أولاً في مسائل الحضانة والرعاية.

تستند حقوق المطلقة في السعودية إلى قواعد قانونية واضحة ومنظمة تكفل لها الحياة الكريمة بعد الطلاق، ما يعكس التزام النظام السعودي بحقوق المرأة وضرورة تطبيقها في إطار العدالة والإنصاف.

يظهر التطبيق العملي لهذه الحقوق أن المحاكم تأخذ بعين الاعتبار الحالة الاجتماعية والاقتصادية لكل حالة على حدة، مما يستدعي دراسة دقيقة لكل مطالبة تُرفع أمام الجهات القضائية المختصة. ويُوصى دائماً بالتواصل مع محامي طلاق لفهم التفاصيل والإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوق المطلقة.

حقوق النفقة بعد الطلاق.

يهدف التشريع السعودي إلى ضمان حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية ماديًا، خاصة في الحالات التي تكون فيها بحاجة إلى الدعم المالي لتغطية احتياجاتها المعيشية.

ويمثل ذلك التزامًا قانونيًا يقع على عاتق الزوج، حيث يتم تحديد مقدار النفقة وفقًا لمجموعة من المعايير مثل وضع الزوج المالي، حاجة الزوجة، ومتطلبات الحياة اليومية.

وفقًا للمادة (53) من نظام الأحوال الشخصية السعودي، فإن:

المطلقة طلاقًا رجعيًا تستحق النفقة خلال فترة العدة، حيث لا تزال في حكم الزوجة، ويترتب على ذلك استمرار حقوقها المالية على الزوج كما كان الحال قبل الطلاق، وينتهي هذا الحق بانتهاء العدة، ما لم يقع رجوع الزوج إليها خلال تلك الفترة.

من الناحية القانونية يُفرق النظام بين المطلقة البائن التي تكون حاملاً والتي لا تكون كذلك:

  • إذا كانت المطلقة البائن حاملًا: تستحق النفقة حتى تضع حملها، حيث يُلزم الزوج بالإنفاق عليها طوال فترة الحمل، لضمان رعاية الجنين وحمايته وفقًا لمقتضيات الشريعة الإسلامية.
  • إذا لم تكن المطلقة البائن حاملًا: فلا تستحق النفقة بعد الطلاق، نظرًا لانتهاء العلاقة الزوجية بين الطرفين بشكل نهائي، إلا إذا كان هناك التزام خاص أو اتفاق بين الطرفين.

أما إن كانت المطلقة حاضنة لأبنائها، فإنها تستحق نفقة الأبناء التي تشمل المسكن والمأكل، والملبس، والتعليم والعلاج، وتستمر هذه النفقة حتى بلوغ الأبناء السن القانونية، أو زوال سبب الاستحقاق وفقًا لما تحدده المحكمة المختصة.

حق الحضانة للأبناء.

من أبرز حقوق الزوجة بعد الطلاق هو حقها في حضانة أبنائها، وفقًا للمادة (127) من نظام الأحوال الشخصية السعودي، فإن:

الأم هي الأحق بحضانة أبنائها بعد الطلاق، وذلك باعتبارها الأكثر قدرة على رعايتهم وتلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية والصحية، إلا إذا ثبت عدم أهليتها للحضانة وفقًا لمعايير قانونية محددة.

وفي حال عدم قدرة الأم على الحضانة لأي سبب، تنتقل الحضانة إلى الأب، ثم وفق الترتيب الشرعي الذي حددته هذه المادة ويراعي مصلحة الطفل الفضلى.

للحفاظ على حق الحضانة، يجب أن تتوفر في الأم الحاضنة عدة شروط، وفقًا للمادة (125) من نظام الأحوال الشخصية، وهي:

  • كمال الأهلية: أن يكون بالغًا، عاقلًا، وقادرًا على رعاية الطفل.
  • القدرة على التربية والرعاية: توفير بيئة آمنة ومستقرة للمحضون.
  • السلامة الصحية: خلو الحاضن من الأمراض المعدية الخطيرة التي قد تضر بالمحضون.

تستمر حضانة الأم للأطفال حتى سن 15 عامًا وفقًا للمادة (135)، وبعد ذلك يُمنح الطفل حرية الاختيار بين البقاء مع والدته أو الانتقال إلى والده، مع مراعاة المصلحة الفضلى للطفل.

يشترط لاستمرار حق الأم أو في حضانة الطفل أن تكون غير متزوجة برجل أجنبي عن المحضون. ومع ذلك، هناك استثناء لهذا الشرط إذا رأت المحكمة أن مصلحة المحضون تقتضي بقاءه مع الحاضنة رغم زواجها. سندا للمادة /126/ من النظام. الهدف الأساسي من هذا الشرط هو الحفاظ على استقرار الطفل في بيئة أسرية آمنة.

حقوق المرأة في المسكن بعد الطلاق.

المسكن هو من أهم حقوق الزوجة بعد الطلاق التي يكفلها نظام الأحوال الشخصية، ويهدف النظام إلى ضمان حماية المرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية بعد الطلاق.

يحدد القانون السعودي حقوق المرأة المطلقة فيما يتعلق بالمسكن بناءً على نوع الطلاق، وكذلك على وضعها الاجتماعي مثل الحمل أو الحضانة.

تستحق المرأة المطلقة في الطلاق الرجعي المسكن خلال فترة العدة، حيث يكون الزوج ملزمًا بتوفير مسكن مناسب للمطلقة. تبقى الزوجة المطلقة في الطلاق الرجعي في مسكن الزوجية، سواء كان في نفس البيت أو في مسكن آخر إذا كان ذلك مناسبًا لحالتها.

أما في حالة الطلاق البائن لا يُلزم الزوج بتوفير مسكن للمطلقة بعد انتهاء فترة العدة، إلا في حالات خاصة وهي:

  • إذا كانت المطلقة حاملاً، فإنها تستحق المسكن حتى تضع حملها، وفقًا لما ينص عليه النظام.
  • إذا كانت المطلقة حاضنة لأطفال، يُلزم الزوج بتوفير مسكن مناسب للمطلقة والأطفال خلال فترة الحضانة.
  • أما إذا كانت المرأة غير حاضنة للأطفال بعد انتهاء العدة أو بعد انتقال الحضانة للوالد، فإنها لا تستحق المسكن من الزوج.

الأسئلة الشائعة.

بعد الطلاق، تستحق الزوجة النفقة خلال فترة العدة إذا كانت الطلاق رجعيًا، والمسكن إذا كانت حاضنة أو حاملًا. كما يحق لها حضانة الأطفال وفقًا للأحكام الشرعية والقانونية، ويُلتزم الزوج بتوفيرها خلال فترة الحضانة، مع مراعاة حقوقها المالية الأخرى مثل العدة.
نعم، يلتزم الزوج بدفع النفقة للمطلقة في حالات معينة، إذا كانت المطلقة في فترة العدة والطلاق رجعيًا، كما يجب على الزوج توفير النفقة حتى انتهاء العدة. وإذا كانت المطلقة حاملًا، تستمر النفقة حتى وضع الحمل.

نختم مقالنا الذي تناولنا فيه حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية، بدءًا من النفقة المستحقة وصولًا إلى حقها في المسكن والحضانة بعد الطلاق.

لقد استعرضنا كيفية تطبيق هذه الحقوق في ضوء نظام الأحوال الشخصية السعودي وأحكام الشريعة الإسلامية. احصل على دعم قانوني من مكتبنا، من خلال التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.

قد تسأل عن كيفية رفع دعوى الطلاق في السعودية، وما هي اجراءات الطلاق في السعودية، وما حقوق النفقة بعد فسخ عقد الزواج، وما حقوق الزوجة في حالة فسخ عقد الزواج، وافضل محامي في السعودية.


المصادر: نظام الأحوال الشخصية.

Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمة
تواصل معنا