على الرغم من أن الضرب رخصة، رخص فيها الله سبحانه وتعالى لتأديب الزوجة إذا دعت الحاجة إليه, ولكن هو آخر الطب ويجب أن يقدَّم عليه الوعظ، والهجر، ولا يسارع إليه، أو يتخذه علاجًا دائمًا, وكل ما سبق في حال نشوز الزوجة, ولكن كثيراً ما تكون الزوجة ليست ناشز وتتعرض للضرب من زوجها. -بعض الحالات بسبب تعاطي الزوج للمخدرات وأحياناً بسبب مرض نفسي يعاني منه- وهذا بالتأكد أمرٌ يرفضه القانون -قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: ليس من خياركم من يضرب زوجته – والضرب العنيف والدائم يعطي الحق للزوجة برفع دعوى فسخ عقد النكاح بسبب الضرب.
وحيث أن الاعتداء بالضرب أسلوب خاطئ للغاية ومعاملة لا تليق بزوجة اختارها الرجل ويشاركها حياته لا سيما إن كانت أم لأطفاله، لا سيما وأم الضرب والتعنيف يحدثان شرخاً في بناء الأسرة، لذلك كله أتاح النظام السعودي إمكانية رفع دعوى فسخ عقد النكاح بسبب الضرب وهي دعوى قد يُحكم فيها من أول جلسة, ولكن تحتاج إلى الإثبات.
سنعرفكم بهذه المقالة على إجراءات هذه الدعوى ومسوغاتها, وكيف يتم إثباتها كما سنجيب عن بعض الأسئلة الشائعة بخصوص ذلك.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة كاملة من المقالات بعنوان كل شيء عن فسخ النكاح في النظام السعودي, وللاطلاع على بقية مقالات السلسلة من هنا › وسم فسخ النكاح.
لديك استفسار قانوني؟ تواصل مع محامي أحوال الشخصية الآن
جدول المحتويات
كيف يتم فسخ عقد النكاح بسبب الضرب في السعودية
الحياة لا يمكن أن تستمر مع رجل يقوم بضرب وإهانة زوجته, فهذه إساءة للعشرة, والأساس في الحياة الزوجية هو المودة والرحمة وليس الضرب والإهانة.
إجراءات فسخ عقد النكاح بسبب الضرب تكون كالتالي:
- الحصول على تقرير طبي يثبت إصابة الزوجة بضرر أو يثبت تعرضها للضرب.
- رفع قضية فسخ عقد النكاح ويجب أن يتم تدعيم ملف الدعوى بالتقرير الطبي الذي يثبت الإصابة.
- بعد رفع الدوى تُحول القضية لمنصة تراضي لمحاولة الصلح بين الزوجين. وفي حال تعذر الصلح يُكتب ضبط يثبت ذلك وتستمر إجراءات الدعوى.
- القادم هو الأهم: حيث أنه يجب الإثبات عن طريق النيابة العامة بأن المتسبب بالضرب هو الزوج, ويمكن الإثبات بكافة الطرق التي تقبل يقبلها القضاء كوسائل اثبات ومنها شهادة الشهود.
- في حال تم الإثبات أمام القاضي تُقبل دعوى فسخ عقد النكاح وتحصل الزوجة على الطلاق مع الاحتفاظ بكامل حقوقها.
ديننا الاسلامي أمرنا بحفظ النساء وصونهن من الأذى ومعاملتهن بالمعروف، إلا أن هنالك الكثير من الأشخاص الذين يعدون قيام الزوج بتعنيف زوجته والاعتداء عليها أمر طبيعي ولا يستحق قيام الزوجة بالمطالبة بفسخ عقد النكاح. وأنا أوافقهم الرأي جزئياً في نقطة فسخ النكاح تحديداً, حيث أنه
إلا أن القوانين في المملكة العربية السعودية جاءت بما يحفظ الحقوق والكرامة الإنسانية للزوجية، فلا يوجد في القانون ما يجيز لشخص الاعتداء على شخص آخر، فكيف يكون الأمر إن كان هذا الشخص هو الزوجة وأم الأطفال؟ ولذلك فإن تعرض الزوجة للأذى بسبب التعنيف من قبل زوجها يجيز لها اللجوء إلى المحكمة وطلب فسخ عقد النكاح بسبب الضرب.
وفي حال قام القاضي بالاطلاع على دعوى فسخ عقد النكاح بسبب العنف وما تم تقديمه من أدلة كالتقارير الطبية بما يثبت وقوع الضرر على الزوجة يقبل الدعوى ويفسخ العقد، حيث تنص المادة الثامنة بعد المائة من نظام الأحوال الشخصية في المملكة على وجوب فسخ عقد الزواج من قبل المحكمة إذا طلبت الزوجة ذلك في حال قيام زوجها بالإضرار بها ضرراً يتعذر بعد وقوعه أن تستمر المعاشرة بينهما بالمعروفة إن تم إثبات حدوث الضرر.
ومنه نستنتج أن الضرب وتعنيف الزوجة وإساءة معاملتها بسبب لنفورها منه وكرهه وبالتالي فساد العشرة بينهما، وبذلك تنتهي العلاقة الزوجية بناء على ذلك إن قامت الزوجة المتضررة بالمطالبة بفسخ الزواج نظراً لما لحق بها من ضرر.
لذلك عند محاولتك إنهاء الزواج عن طريق رفع دعوى فسخ عقد نكاح بسبب العنف يمكنك الاستعانة بمحامي متخصص من مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية، حيث أنه محامي متمرس وخبير في تولي قضايا الفسخ، كما أن باستطاعته تحصيل حقوقك الأخرى المتمثلة بالتعويض عن الضرر الناتج عن التعنيف ومعاقبة الزوج المعتدي وفقا للقوانين في المملكة العربية السعودية.
مسوغات فسخ عقد النكاح بسبب العنف:
تتعدد الأسباب التي أجازت فسخ عقد النكاح بناء على طلب الزوجة في حال تعرضت للضرب المبرح من قبل زوجها بغض النظر عن الأسباب ومهما كانت دوافعه، ومن أبرز هذه المسوغات:
- الحماية من الأذى وصيانة كيان الإنسان وأمانه هي حقوق يكفلها القانون في المملكة العربية السعودية، وتفرض العقوبات على كل شخص يقوم بالاعتداء على هذه الحقوق الخاصة، وبالتالي فلا يجوز لأي شخص الاعتداء على شخص آخر بالضرب ولا تستثنى الزوجة من ذلك.
- الضرب والتعنيف قد يؤدي في كثير من الحالات إلى إصابات خطرة قد تفقد به المرأة الكثير من صحتها وتضطر للبقاء في المستشفى لفترة طويلة وعدم قدرتها على العودة لحياتها الطبيعية بسرعة، وقد لا تستطيع ذلك أبداً في بعض الحالات التي يؤدي بها التعنيف إلى خلق إعاقة أو عاهة دائمة لديها.
- إن ضرب الأم وتعنيفها أمام الأطفال سيؤدي بلا شك إلى تعرضهم لأذى وضرر نفسي كبير، والذي قد يكون في بعض الحالات ضرر جسدي بحيث لا تقتصر معاملة الأب السيئة وتعنيفه للأم فقط وإنما يقوم بضرب الأطفال أيضاً.
- أمر الإسلام بالإحسان إلى المرأة سواء كانت ابنة أو أم أو زوجة والتعامل معها برفق وإحسان، ولذلك فإن الاعتداء عليها مخالف للشريعة الإسلامية وارتكاب للآثام.
أسئلة شائعة حول فسخ عقد النكاح بسبب العنف:
نظراً لارتباط دعوى الفسخ بسبب الضرب والتعنيف بدعوى أخرى تتعلق بالاعتداء على الجسد، تكثر الأسئلة المتعلقة بهذه الحالة القانونية، ومن أبرز الأسئلة التي يتم طرحها:
ما حقوق الزوجة المعنفة؟
تتعدد حقوق الزوجة التي تتعرض للضرب والتعنيف من زوجها وهي كالتالي:
- الحق في رفع دعوى فسخ عقد النكاح بسبب العنف لضرر وبالتالي يحق لها المطالبة بكافة حقوقها الزوجية من نفقة وحضانة أطفال وغيرها.
- الحق في القصاص من الزوج الذي قام بالاعتداء ومحاكمته ومن ثم إنزال العقوبة المقررة وفقاً لقوانين المملكة العربية السعودية.
- المطالبة بالتعويض المادي عما لحق بها من أذى جسدي جراء قيام الزوج بضربها حيث يقوم القاضي بتقديرها وفقاً لنوع الأذى وحجم الضرر الحاصل.
هل يعاقب الزوج على ضرب زوجته؟
نعم، فإن اقتصر الضرب على ضرر بسيط ولم يؤدي إلى أذى كبير يكتفي القاضي بالحكم عليه بالسجن لمدة لا تتجاوز شهر بالإضافة إلى دفع غرامة مالية تقدر بخمسة آلاف ريال سعودي، أما في حالات الضرب المبرح يتم الحكم بالسجن لمدة لا تزيد عن سنة ودفع غرامة مالية تقدر بخمسين ألف ريال سعودي.
مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية, لدينا المحامون المتخصصون بقضايا فسخ النكاح في المملكة العربية السعودية.
للتواصل معنا والاستفسار عن خدماتنا:
الهاتف الثاتب: 0591813333
واتساب: 0591813333
ايميل: [email protected]
المكتب: مبنى اليمامة (بيوتي سنتر, Prince Mohammed Bin Abdulaziz St, Ar Rawdah, Jeddah 23432