قد يبدو للوهلة الأولى أن السب والقذف يحملان معنىً واحداً، إلا أن هناك فروقاً بينهما، سواء في الألفاظ المشكلة لكل منهما، والنتائج المترتبة على تلك الألفاظ، والعقوبات المقررة بشأن ذلك، وفي مقالنا التالي سنوضح لك الفرق بين السب والقذف في النظام السعودي، تابع معنا.
لاستشارة أفضل مكتب محاماة في السعودية، فقط تواصل مع مكتب الصفوة للمحاماة.
جدول المحتويات
ما الفرق بين السب والقذف في النظام السعودي؟
يتمثل الفرق ما بين السب والقذف بالنظام السعودي بما يلي:
- السب: يتمثل بألفاظ الشتم واللعن التي تدل على غضب المتلفظ بها نحو الضحية، كأن يسبه بلعن أبيه، أو لعنه شخصياً، دون أن ينسب إليه واقعة تجعله عرضة للعقوبة أو محلاً للازدراء أو الاحتقار.
- القذف: يتمثل بإطلاق ألفاظ الشتم التي تتضمن الحط من قدر الضحية وازدراءه واحتقاره، ونسبة أفعال مشينة ومسيئة إليه تجعله عرضة للعقاب.
وكمثال على ذلك نذكر:
- إذا قال الشخص لشخص آخر، اللعنة عليك، أو اللعنة على أبيك، أو أنت شخص تافه، فإن ذلك يعتبر سباً وشتماً.
- أما إذا قال له، أنت ولد زنا، أو قال له، يا زاني، أو يا ابن الحرام، فإن ذلك يعتبر قذفاً.
جريمة القذف في القانون السعودي
بعد أن ذكرنا لك الفرق بين السب والقذف في النظام السعودي، لا بد أن نذكر تعريف جريمة القذف في القانون السعودي، وهي الجريمة التي يرتكبها شخص بحق شخص آخر من خلال نسبة أفعال وتصرفات إليه تجعله محلاً للعقوبة كاتهامه بأمر يتعلق بشرفه أو أخلاقه أو دينه.
وبالتالي فإن جريمة القذف وفق النظام السعودي تعتبر من الجرائم التي تمس النظام العام والآداب العامة، ويتوجب على من يقذف شخص آخر أن يثبت ارتكاب الفعل الذي تم اتهامه به، وإلا سيكون القاذف عرضة للعقاب.
وأكثر ما تظهر جريمة القذف عند اتهام الآخرين بالزنا، إذ يتوجب على من يتهم شخص آخر بالزنا، أن يثبت وقوع الزنا بشهادة أربعة شهود، وتكون شهاداتهم متطابقة وفقاً للضوابط الشرعية في تلك الشهادة.
وبالتالي فإن من يتهم شخصاً آخر اتهاما ولا يستطيع إثبات ذلك، ويتضمن ذلك الاتهام الحط من شأن المجني عليه واتهامه في عرضه وشرفه، فإن ذلك يعتبر قذفاً يستوجب العقوبات المقررة في الأنظمة الجزائية السعودية.
عقوبة الطعن في الشرف في السعودية
إن الطعن في الشرف بالسعودية، يعتبر جريمة قذف يعاقب مرتكبها بالعقوبات المقررة شرعاً ونظاماً. فإذا ما تم الطعن بالشرف بالوسائل العادية، كالمحادثة مع الآخرين في المجالس أو في تجمع عام أو في مكان العمل، فإن عقوبة القذف ستكون عقوبة تعزيرية تعود للقاضي الجزائي الناظر في الدعوى، باستثناء القذف بالزنا، فإن العقوبة ستكون حدية أي من الحدود لا تعزيرية.
وحد القذف في القانون السعودي المتضمن الاتهام بالزنا، ستكون عقوبته 80 جلدة وعدم قبول شهادة القاذف، تطبيقاً للآية القرآنية ((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة)) الآية رقم 4 من سورة النور.
أما إذا وقع القذف بالوسائل الإلكترونية كوسائل التواصل الاجتماعي، فإن العقوبة ستكون وفق أحكام المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، هي السجن مدة لا تزيد على سنة والغرامة بما لا يزيد عن 500,000 ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، بتطبيق الفقرة الخامسة من تلك المادة المتضمنة جريمة التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقانة المعلومات.
عقوبة السب والشتم بدون شهود
لا تختلف عقوبة السب والشتم بدون شهود عن عقوبة السب والشتم مع وجود الشهود، إذ تعتبر شهادة الشهود وسيلة إثبات لارتكاب الجريمة فقط.
فإذا ما تم إثبات جريمة السب والشتم بدون شهود، كإقرار الجاني مثلاً، أو تقديم دليل كتابي أو إلكتروني على ارتكابه لتلك الجريمة، فإنه ستتم إدانته ومعاقبته بالعقوبات المقررة شرعاً ونظاماً.
للمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع اقرأ حول عقوبة السب والشتم بدون شهود بالسعودية.
الأسئلة الشائعة
في الختام نرجو أن نكون قد وفقنا في بيان الفرق بين السب والقذف في النظام السعودي، ونؤكد على كل من تعرض للسب أو القذف في المملكة، أن يتواصل مع أفضل المحامين الجنائيين لدينا في مكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية، وسيأخذون بيده في إنزال العقوبات المقررة بحق الجاني.
قد يهمك أيضاً عقوبة قذف المحصنات شرعا وقانونا، وأفضل محامي متخصص في القضايا الاخلاقية في السعودية، بالإضافة إلى ما هي عقوبة الإزعاج بالجوال في السعودية.
المصادر:
- الأنظمة الجزائية.
- نظام مكافحة جرائم المعلوماتية
