طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي

متعددة هي أسباب الطلاق ومنها ما هو عظيم الشأن بالنسبة للكثير من الأشخاص كالردة عن الإسلام وتعاطي المخدرات واقتراف الفواحش، ولكن ماذا عن طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي؟ وهل هو سبب مقنع ومسوغ مشروع لمنح المرأة الطلاق دون إجبارها على رد المهر والتنازل عن المستحقات؟

في هذا المقال سنوضح إمكانية طلب الطلاق للضرر النفسي وحقوق المرأة المقدمة على الطلاق لهذا السبب، وما هي الأشكال التي تعتبر بالنسبة للمحكمة ضغطاً يشكل ضرراً نفسياً للزوجة وكيف يتم إثباته، بالإضافة إلى تبيان الآثار القانونية الناشئة عن الطلاق لهذا السبب.

هل ترغب في استشارة محامي طلاق شاطر في السعودية؟ اتصل مباشرة عبر الرقم 0591813333، أو انقر هنا للتواصل عبر الواتس اب

طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي.

مما لا شك فيه أن الزواج وجد لما فيه عمار للأرض واستمرار للجنس البشري والحياة الإنسانية المشتركة، والتي تبنى بشكل أساسي في المجتمع السعودي باعتباره مجتمعاً إسلامياً على فكرة العائلة وبناء الأسرة، والتي تقوم بالزواج بين رجل وامرأة تبنى العلاقة بينهما على المحبة والألفة والرحمة بعضهما البعض، بالإضافة إلى مساندة الآخر والوقوف إلى جانبه.

لذلك فإن خروج العلاقة الزوجية عن هذا الإطار يجعل الاستمرار فيها صعباً ومؤذياً، كأن يكون الزوجان على غير وفاق ولا يستطيعان الوصول إلى طريقة مشتركة للتفاهم لوجود اختلافات في الطباع بينهما والتي لا يستطيعان معها التوافق والتوقف عن إثارة المشكلات.

أضف إلى ذلك وجود حالات أخرى يتقصّد فيها أحد الطرفين إثارة المشكلة ويطلب من الآخر الانقياد له دون الاهتمام لموقفه أو رغبته، مما يسبب للآخر ضرراً نفسياً ويجعله بحاجة للخروج من هذه العلاقة بشتى الطرق، ولذلك يبدأ التساؤل حول إمكانية طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي.

وغالباً ما يكون الطرف المتضرر هو المرأة نظراً لفرط حساسيتها وتأثرها الكبير بالمواقف والمشكلات من ناحية، وسلطة الرجل وقدرته على فرض كلمته عليها لا سيما إن كان الرجل قاسياً وشديداً ولا يقبل بالنقاش أو كانت الزوجة ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها، ولذلك تعيش الزوجة في حالة من الضغط النفسي وعدم الاستقرار الأسري.

والذي يؤدي لاحقاً إلى نفور الزوجة من زوجها وربما تصبح كارهة له نتيجة ما سببه لها من ضرر نفسي يعيقها عن محاولة الاستمرار معه في الزواج ولذلك تلجأ إلى طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي الواقع عليها بسبب سوء العشرة، والذي يعد دون شك أحد الأسباب التي تتيح للزوجة الطلاق دون حاجتها للتنازل عن أي حق من حقوقها أو حتى إرجاع مال المهر للزوج.

أما إن لم تكن أفعال الزوج مسببة للضغط النفسي بالنسبة لنظرة القاضي أو لم تستطع إثبات ذلك فإن باستطاعتها التقدم بدعوى خلع لإنهاء العلاقة الزوجية والقول بأنها كارهة له، والتنازل عما لها من حقوق مبنية على الطلاق بالإضافة إلى إرجاع المهر المستحق للزوج ومن ثم إنهاء الزواج.

إذا ضاقت بك واحتجت إلى إنهاء العلاقة الزوجة وطلب الطلاق بسبب الضرر النفسي الذي لا تستطيع تحمله بعد الآن، فإنه من الأفضل لك استشارة محامي متخصص في قضايا الطلاق والحصول على مساعدته لرفع دعوى فسخ الزواج واثبات ذلك بالشكل القانوني، وليوضح لك المحامي حقوق الزوجة بعد الطلاق وكيفية الحصول عليها.

حقوق الزوجة عند الطلاق لضرر نفسي.

غالباً لا يتم الطلاق لضرر نفسي بالاتفاق بين الزوجين وإنما تقوم الزوجة برفع دعوى فسخ زواج بسبب الضرر النفسي وسوء العشرة، ونظراً لأن الأنظمة في المملكة العربية السعودية وقوانينها الوضعية تستند إلى تعاليم الدين الإسلامي، فإن هذا الطلاق يترتب عليه وجود العديد من الحقوق للزوجة تختلف عما إذا كان هناك أطفال أو لا يوجد أطفال.

حيث أن هناك حقوق خاصة بالزوجة من ناحية وحقوق خاصة بالأم بالحاضنة من ناحية أخرى، ومنها حق نفقة العدة والهدايا والحصول على مؤخر الصداق وربما الإقامة في منزل الزوج بعد الطلاق في حال وجود أطفال، ومن أبرز حقوق الزوجة عند الطلاق:

    • النفقة: وتتمثل في نفقة العدة الخاصة بالمرأة والتي تختلف مدتها إذا كانت الزوجة حاملاً بحيث تستمر حتى انتهاء الحمل، كما يتوجب على الأب منح الأم الحاضنة نفقة الأبناء طوال مدة الحضانة وذلك وفقاً لنظام الأحوال الشخصية في السعودية. بما يضمن تأمين حياة الأبناء وتوفير كافة مستلزمات العيش الكريم من طعام وملبس وتعليم وعلاج وغيرها من الحاجات، وبذلك يعد هذا حق للأطفال ويتم منحه وفقاً لمستوى الأب المادي ويمكن للأم في حال تخلف الأب عن منح الحضانة أن ترفع دعوى نفقة في المحكمة المختصة.
    • السكن: بالنسبة للمرأة التي تحصل على الطلاق ولكنها لا تمتلك أطفالاً، فإن لها الحق في البقاء في بيت زوجها طوال مدة العدة، أما في حال وجود أطفال فإن لها الحق في الحصول على المنزل طوال مدة الحضانة، حيث يعتبر السكن أحد أركان النفقة التي ينبغي على الأب منحه للأبناء للعيش في بيئة مناسبة.
    • الحضانة: تعتبر الحضانة حق للأم في المملكة العربية السعودية كما أنها تحصل عليها بشكل تلقائي دون رفع دعوى قضائية، ومن ثم فإنها تتولى جميع شؤونهم وباستطاعتها اتخاذ القرارات التي تناسبهم وفقاً لرؤيتها.

أما في حال عدم القدرة على إثبات الضرر الواقع غلى الزوجة وحاجتها إلى رفع دعوى خلع لإنهاء العلاقة الزوجية فإن ذلك يجرد المرأة من كثير من حقوقها سابقة الذكر وتصبح مضطرة إلى التنازل عن هذه الحقوق وإرجاع المهر لزوجها، باستثناء حق الحضانة فهو حق غير مقترن بشكل الانفصال ما بين الزوجين ويتم منحه للأم في كافة الحالات في المملكة العربية السعودية.

أشكال الضرر النفسي الذي يتيح الطلاق.

تتعدد صور التصرفات التي تؤدي إلى حدوث ضرر نفسي للزوجة ويدفعها بالتالي إلى طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي، ومن التصرفات التي تؤدي إلى الإضرار بالزوجة نفسياً؛ ما يلي:

    • تضرر الزوجة نفسياً بسبب تعجرف زوجها وقسوته وسوء خلقه، فلا يعاملها إلا بسوء ولا يكلمها إلا بجفاء.
    • يؤدي سب الزوجة وشتمها وشتم والديها والتعدي عليها بما ساء من الألفاظ إلى الإضرار بالزوجة نفسياً.
    • يؤدي قيام الزوج بخيانة زوجته إلى الإساءة إليها والتقليل من شأنها وعدم احترام وجودها ولذلك تعد الخيانة الزوجة من أبرز صور الأذى النفسي.
    • عندما يقوم الرجل بحرمان زوجته من والديها ومنعها من زيارتهم أو زيارة إخوتها أو حتى منعها من استقبالهم في منزلها فإن ذلك يسبب شديد الضرر النفسي للزوجة.
    • قيام الزوج بحرمان الزوجة من أبسط حقوقها فلا يقدم لها إلا القليل من المال ويجعلها تعيش في حالة فقر رغم امتلاكه الكثير من المال وقادر على الإنفاق بشكل مغاير لما ينفقه فإن ذلك يلحق  الضرر النفسي بالزوجة.
    • الاتهام المستمر للزوجة في شرفها أو اتهامها بالكذب وغيرها من الصفات التي تسيء إليها وتحط من كرامتها يؤدي إلى الإضرار بالزوجة وجعلها غير قادرة على استمرار الزواج.
    • قيام الرجل بحبس زوجته في المنزل وعدم السماح لها بالخروج لزيارة أحد أو عدم السماح لأحد بزيارتها يؤدي إلى الإضرار بالزوجة نفسية.

هذه الأفعال ونحوها من التصرفات تؤدي إلى إلحاق الضرر النفسي بالزوجة وتشعرها بشكل دائم بعدم الراحة مع زوجها والنفور منه، ولذلك فإنها  لا تستطيع العيش معه بسبب ما يلحقه بها من ضرر وذلك يجيز لها طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي، ويمكنك عند التعرض لأفعال مشابهة أو غيرها من الأفعال التي تسبب لك الضرر اللجوء إلى محامي متخصص من مكتب الصفوة لرفع دعوى واثبات الضرر والحصول على حكم الطلاق من المحكمة.

شاهد أيضا.

الآثار القانونية للطلاق بسبب الضرر النفسي.

تضمن نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية في مادته الثامنة بعد المائة أن على المحكمة فسخ عقد الزواج عندما تطالب الزوجة بذلك بسبب إضرار الزوج بها بشكل يتعذر فيه أن تدوم العشرة بينهما بالمعروف وذلك بشرط إثبات وقوع الضرر.

وتتمثل الآثار القانونية لهذا الفسخ بأن الفسخ فرقة بائنة بينونة صغرى، وعليه؛ فإنها لا تعتبر من الطلقات الثلاث وذلك وفقاً للمادة الثالثة بعد المائة من نظام الأحوال الشخصية، كما نصت المادة الثامنة عشرة بعد المائة من ذات النظام على أن العدة المتعلقة بالمرأة المطلقة في حال الفرقة بموجب حكم قضائي، يبدأ حسابها من تاريخ صدور الحكم في حالات فسخ عقد النكاح، ولا يحق للمرأة خلال هذا المدة أن تتزوج حتى انتهاءها أو اكتساب الحكم للصفة القطعية؛ أيهما أبعد.

كما لا ينبغي على المرأة دفع عوض للرجل أو رد المهر له وذلك لأن الدعوى المتعلقة بحالة الطلاق لضرر نفسي هي دعوى فسخ نكاح بدون عوض وليست دعوى خلع تتنازل فيه الزوجة عن كافة مستحقاتها وتعيد المهر للرجل مقابل طلاقها.

للحصول على إجابات أكثر كفاءة من خبير في تولي قضايا الطلاق والفسخ والخلع وذو معرفة واسعة بنظام المرافعات الشرعية في المملكة العربية السعودية ونظام الأحوال الشخصية فإن باستطاعتك طلب أفضل محامي من مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية والذي سيزودك بأفضل الخدمات القانونية وأكثرها ملائمة لحالتك.

أسئلة شائعة حول طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي.

لا يمكن الجزم بشأن المدة التي تحتاجها قضية فسخ الزواج بسبب الضرر النفسي في المحكمة المختصة في المملكة العربية السعودية، وذلك لاختلاف عدد الجلسات المتعلقة بكل حالة وفقاً لحضور الزوجين إلى المحكمة وتقديم الإثباتات المناسبة، وبشكل عام قد تحتاج دعوى الطلاق من أربعة أشهر إلى ستة أشهر.
نعم تختلف المدة التي تستغرقها قضية الطلاق لضرر عن المدة التي تستغرقها قضية الخلع ويعود ذلك لعدم الحاجة لوجود بينة أو دليل أو حجة أو أي شكل من أشكال الإثباتات والبراهين لإتمام دعوى الخلع، وإنما يكفي طلب الزوجة لذلك وموافقتها على منح المهر وتقديم التنازلات والاعتراف بأنها كارهة لزوجها، في حين أن الطلاق لضرر يحتاج لصدق الدليل وثبوته.
يمكن إثبات الضرر النفسي الواقع على الزوجة بعدة طرق: 1- شهادة الشهود حول ما يعرفانه عن معاملة الزوجين. 2- أقوال الزوجين. 3- تقرير الطبيب النفسي عن حالة الزوجة. 4- وجود أي أدلة تقنية مسجلة تؤكد الأذى الذي يلحق بالزوجة.

بهذا نكون قد أجبنا بشكل مختصر عن أبرز الأسئلة الشائعة المتعلقة بطلب الطلاق بسبب وقوع ضرر نفسي من قبل الزوج على زوجته، ويمكن الاستعانة بمحامي متخصص في هذه القضايا لتولي طلب الطلاق بسبب الضرر للنفسي الخاص بك، والذي يمكنك إيجاده في مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية في المملكة العربية السعودية.

أغني معلوماتك أكثر عن: ناشز وتطلب الطلاق، و تنفيذ حكم النفقة في السعودية، أيضا حالات سقوط النفقة الزوجية، كذلك احصل على صحيفة دعوى نفقة، ومتى يتم رفض الخلع.


المصادر والمراجع:

نظام الأحوال الشخصية.

Avatar of حسين الدعدي
نبذة عن حسين الدعدي

حسين الدعدي, محامي ومستشار قانوني سعودي الجنسية؛ حاصل على بكالوريوس في الشريعة بدرجة ممتاز من جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. ومالك لمكتب الصفوة للمحاماة والاستشارات القانونية.

متجر الصفوة اطلب خدمات قانونية
لديك استشارة قانونية؟
تواصل مع محامي